الحفاظ على صحة الانسان لعمر مديد Longevity


حلم الانسان من قديم الزمان وهو الخلود أو على الأقل العيش لسنوات طويلة وبصحة جيدة وفي رأيي فهذا ليس صعبا على الاطلاق! (على الأقل العيش لسنوات طويلة فالخلود بالجنة بإذن الله وهذا معروف ومعلوم).

مبدئيا، عمر الانسان بالضبط لا يمكن تحديده الا من خلال الاحصائيات وهي تعتمد بالأساس على بيانات المواليد والوفيات ومتوسط الأعمار على هذا الأساس وهي طريقة تبدو صحيحة وفي نفس الوقت لا يمكن ربطها بقدرة جسم الانسان الحقيقية على النمو والحياة.



لفترة من الفترات كنت أقوم بتربية أسماك الزينة من نوعية "السمكة الذهبية" المشهورة بشكلها الجميل ووجدت من ضمن الاشتراطات لكي تعيش هذه السمكة طويلا وتكبر في الحجم هو حجم الماء الذي تعيش فيه، فاذا كان الحوض صغيرا فربما تستطيع تربية سمكة أو سمكتان علي أقصي تقدير وإذا أردت زيادة عدد السمكات بصحة جيدة، يجب أن تقوم بتكبير الحوض وزيادة حجم المياه.


المقصود من المثال السابق أن المجال والمساحة اللتان تعيش فيهما مهمتان للغاية في إتاحة مجال ومساحة حيوية بها كمية كافية من الموارد لإتاحة الفرصة لحياة جيدة.

على عكس هذا المثال تماما نجد مزارع الدواجن، فنجد مساحات التربية ضيقة لعمل نوع من الضغط على الطيور لتأكل كميات أكبر من الطعام مع تقليل حركتها لتربية المزيد من اللحم والوزن فهل نستطيع أن نقول إنها تعيش حياة جيدة؟ تتحول الدجاجة من طائر رشيق قد يستطيع الطيران لمسافات قصيرة (الأنواع البرية تستطيع الطيران فعلا) وفي نفس الوقت طائر اجتماعي وحنون على صغاره، تتحول إلى طائر انتهازي يتزاحم مع غيره من الدجاج للحصول علي أكبر كمية متاحة من الطعام وفي فترة قصيرة يتعرض لأمراض الشيخوخة مع زيادة الوزن والذي يفقدها القدرة على الوقوف. أليست هذه أمراض الشيخوخة التي نعاني منها جميعا؟

عمر الانسان الحقيقي قد يصل إلى ألف عام كما كان سيدنا "نوح عليه السلام" وبالتالي فلا مشكلة لدي الجسم البشري لعيش فترات طويلة والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الأنشطة التي ستفعلها في الألف عام القادمة؟
·        هل هي مشاهدة التليفزيون؟
·        هل هي التوقف عن التعلم واستعمال نفس المهارات التي تعلمتها في أول 30 سنة من حياتك؟
·        هل هي تناول نفس الأطعمة التي تعودت عليها بنفس طرق الطبخ الغير صحية والتي يحتوي معظمها على مواد حافظة؟
·        هل هي التوقف عن إنجاب الأطفال للإحساس بانتهاء العمر عند الأربعين؟
·        هل هي الانعزال عن الناس والاستبداد بالرأي والعيش في جزيرة منعزلة؟
·        هل هي الاستسلام للأمر الواقع بالوصول إلى سن المعاش وعدم الاستعداد لهذه اللحظة بمحاولة تعلم شيء جديد يمكن ممارسته بعد الوصول للستين؟

إذا كان الأمر بهذا الشكل، فلم نحاول الحصول علي حياة مديدة وصحة جيدة ما دمنا لن نستعملها بشكل مختلف؟
وهنا تبدأ عملية البرمجة السلبية للجسم البشري، اقتراب لحظة النهاية، دنو الأجل، الموت مكتوب على كل إنسان والأعمار بيد الله وإليك هذه الحقيقة أيضا: أنت لا تعرف عمرك المكتوب أيضا فلم تحدده بأرقام منتزعة من احصائيات بدلا من إعادة النظر في أسلوب حياتك؟

إعادة النظر في أسلوب الحياة تتضمن الآتي:
·        أنظر إلي ما تأكله و لا تكرر نفس الطعام علي الأقل لثلاثة أيام متتالية و تعرف علي طرق طبخ جديدة لأصناف لم تكن تعرفها من قبل، فلكل صنف جديد فوائده الغذائية و التي حرم منها جسمك لفترات طويلة في أكل البطاطس!
·        اعلم أن كل نشاط ستتراجع عنه سيقلل من جودة حياتك، وكل نشاط ستقبل عليه سيزيدها، صعود السلالم بدلا من الأسانسير، المشي أو ركوب الدراجة بدلا من السيارة، السباحة بدلا من الجلوس على الشاطئ، ممارسة الجنس في الحياة الزوجية بدلا من الخصام، النقاش وتبادل الأفكار مع أبناءك والأجيال القادمة بدلا من الاستبداد بالرأي والاجبار.
·        بما أنك ستعيش طويلا بإذن الله وبصحة جيدة فحاول أن تتواصل مع الأجيال المقبلة وتشاركهم أنشطتهم المعتدلة وتتقبل منهم بعض المزاح بلا تنازلات وتحاول أن تكون أكثر اندماجا مع جميع المستويات وهذا ينطبق أيضا على الناس الذين تعاملهم فبدلا من الانعزال عنهم ولعن طريقتهم في الحياة حاول أن تتقبل طريقتهم في الحياة بدلا من انتقادها وعلى كل حال فهم سيموتون قريبا بسبب طريقة حياتهم فلا تلحق بهم!
·        العلم والتعلم ليس له حدود، لو توقفت في يوم عن استقبال المعلومات فاعلم أن الموت أصبح قريبا منك، التقدم الهائل الآن يجعل من الصعب التعامل بنفس المعلومات التي كنت تعرفها من 10 سنوات، ويجعلك تبدو بطيئا بالمعلومات التي كنت تعرفها من سنتين، حاول دائما أن تطلع على الجديد في العلم وليس الموضة وتعرف كيف تحسن حياتك وتعرف على تجارب الشعوب الأخرى في ذلك عن طريق مصدر العلم الهائل الموجود عند أطراف أصابعك: الانترنت!

بقلم د. أبونور أحمدي صيدلي حر 2014 ©
 كل الحقوق محفوظة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق